![]() |
| تحليل نص دم ودخان |
مكون النصوص: نص تطبيقي
تمهيد:
عرف الأدب العربي القديم أشكالا نثرية متعددة كفن الخطابة والمقامة والرواية وأدب الرحلة. ولم تقف الأشكال النثرية في تطورها عند هذا الحد، بل ظهرت فنون نثرية جديدة بفعل ازدهار الطباعة والصحافة وانتشار الترجمة والمثاقفة، فأثمر ذلك ظهور فن القصة القصيرة والمسرحية. ويقوم فن القصة القصيرة على الحدث والشخصيات والزمكان والحوار والوصف والسرد، كما تتميز بقلة الكم ووحدة الانطباع. ومن روادها في العالم العربي نذكر: نجيب محفوظ، محمود تيمور، محمد زفزاف، عبد الكريم غلاب، عبد المجيد بن جلون، وصاحب النص مبارك ربيع الذي أبدع في هذا الفن.
فما هو المتن الحكائي فيها؟ وما خصائصها الفنية؟ وما رهان الكاتب فيها؟
v تأطير النص:
- صاحب النص: مبارك ربيع
- دلالة العنوان: يحيل عنوان النص على إيحاءات دلالية؛ فالدم رمز للتضحية، بينما الدخان يحيل
على المأساة والمعاناة، وبينهما واو العطف للتأشير على وجود علاقة تكامل بينهما.
- فرضية القراءة: من خلال دلالة العنوان وبعض المؤشرات النصية، نفترض أننا أمام قصة قصيرة سيعالج فيها الكاتب الوضع المأساوي والاجتماعي لشخصية دحمان.
v فهم النص:
? تلخيص المتن الحكائي للقصة:
تدور أحداث القصة حول شخصية دحمان الرجل
الفقير الذي دفعته ظروف الحياة إلى بيع دمه بثمن بخس للحصول على بضعة دراهم لِيَسُد
بها جوع أبنائه وتلبية طلب زوجته، إلاّ أنّه تعرض للظلم والاستغلال من طرف الرجل
المُجَلْبَب، فأحس حينها بتأزم نفسي أدخله في دوّامة التأمل واسترجاع الأحداث
المأساوية له، مما يدل على أنّ هذه القصة تعكس الوضع الاجتماعي للفئات الهشة
وما تعيشه من فقر وظلم واستغلال داخل المجتمع.
v تحليل النص:
1. تقطيع النص إلى متواليات سردية، باستثمار الخطاطة السردية:
2.
رصد
الخصائص الفنية للنص:
أ. الشخصيات:
|
|
|
|
|
|
ب. الزمن:
نلاحظ
حضور الزمن
الواقعي في هذه القصة، ومن المؤشرات الدالة عليه نذكر: اليوم، ساعة،
صباح، مساء،الأيام...إضافة إلى اعتماد الكاتب على زمن الماضي وتركيزه على لحظة واحدة وهي
لحظة استرجاع دحمان ما وقع له في المستشفى وكذا مع الرجل المجلبب.
ت. المكان:
تدور
أحداث القصة في فضاء البيت والمستشفى؛ فالأول مكان للاستقرار النفسي لشخصية
دحمان، لكنه في النص أصبح فضاء للمعاناة. والثاني يرمز للحياة والأمل، لكنه في
النص تعرض فيه دحمان للاستغلال والظلم.
ث. الحوار:
يتضمن النص الحوار بنوعيه الخارجي والداخلي؛
فالأول يتجلى بين دحمان والمعلم علي(يُفيد التعبير عن الرغبة)، وبينه وبين الرجل
المجلبب(الصراع والتمويه)، وبينه وبين الطبيب(التواصل والسخرية)، وبينه وبين
الزوجة(التواصل والاستمرار).أما الحوار الداخلي فيتجلى بين دحمان ونفسه "وتمتم بينه وبين نفسه إنهم فرحون إنها تتوحم تتلمّظ ..."
ج. نوع الرؤية السردية في النص:
ينطلق سرد الأحداث في النص على لسان الكاتب بضمير
الغائب، ويعرف كل صغيرة وكبيرة عن الشخصيات، مما يدل على أنّه قد اعتمد الرؤية
من الخلف في سرده لأحداث القصة.
v التركيب:
يتضح من خلال ما سبق، أننا أمام قصة قصيرة للكاتب مبارك ربيع، عالج من خلالها الواقع الاجتماعي للطبقة الفقيرة، وقد اختار شخصية دحمان الذي يفتقد لأبسط متطلبات العيش الكريم لرصد حياة وواقع هذه الطبقة، موظفا في ذلك خصائص الفن القصصي كالشخصيات والزمكان والحوار. وبناء عليه؛ فقد راهن الكاتب على نقد هذه الحالة الاجتماعية المزرية، وما يَكتنِفُها من ظواهر سلبية كالفقر والظلم والاستغلال وهدر كرامة الانسان. وكلها قضايا يلائمها جنس القصة القصيرة لمعالجتها لما تتيحه من إمكانيات لرصد هموم الشخوص وقضايا المجتمع ككل.
